المصدر: جريدة الاهرام 15/5/2017
كتب ـ محمد عبد الهادى علام
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى ضرورة مواجهة الشعب المصرى بالتكلفة الحقيقية لإصلاح البنية الأساسية ومرافق الدولة التى تتكلف مبالغ باهظة لا تستطيع الدولة تحملها فى الوقت الراهن، وأشار إلى أنه لا توجد دولة فى العالم توفر الخدمات بالأسعار القليلة مثلما تقدمها مصر.
وقال ـ خلال افتتاحه أمس 56 مشروعا تنمويا فى الصعيد عبر "الفيديو كونفرانس" من محافظة قنا ـ إن بناء الأمم والدول حتى تأخذ مكانتها على الأرض ليس بالأمر اليسير، ولكن ينبغى أن يكون هناك جهد ومعاناة وحرمان، مشيرا إلى أنه لن «يضحك» على الشعب المصرى، وأنه إذا كنا نريد أن نبنى بلدنا بشكل حقيقى فلا بد أن نتحمل، لأن الدولة لن ترضى بالمستوى الضعيف للخدمات المقدمة للمواطنين، وشدد على ضرورة أن ننهض ببلدنا وأننا قادرون على القيام بـذلك.
وانتقد الرئيس بشدة التأخر فى حل مشكلة وضع اليد على الأراضى الخاصة بمشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان، ووجه بتشكيل لجنة على مستوى مجلس الوزراء، تضم هيئة الرقابة الإدارية والمحافظين ومديرى الأمن وقادة الجيوش والمناطق العسكرية، لحل هذه المشكلة على مستوى مصر بالكامل خلال شهر، لاستعادة الأراضى من المتعدين عبر إجراءات الدولة أو عن طريق القانون، حتى تستعيد الدولة والمواطنون حقوقهم.
كما انتقد الرئيس تأخر الإجراءات الإدارية والتنظيمية فى تسليم أراضى المشروع، وقال إن الشركة تأسست من عام ونصف عام ولم يتم توزيع "العقود الخضراء" على المواطنين حتى الآن، مشيرا إلى أنه إذا استمرت الوتيرة نفسها والإجراءات التقليدية المعقدة فلن ينتهى المشروع إلا بعد نحو عامين، وهو ما يشجع على وضع اليد، مشددا على أهمية أن تسبق الدولة المواطنين بالتخطيط الجيد والبدء فى العمل، حتى نحافظ على أموال الدولة، قائلا: المال مال مصر وليس مالى أو مالك أو مال الحكومة.
وكلف القوات المسلحة والشرطة بتقنين أوضاع واضعى اليد الذين قاموا بالاستزراع فى أراضى المليون ونصف المليون فدان، بعد تحصيل قيمتها لمصلحة الدولة، على أن تعود بقية أراضى وضع اليد البالغ مساحتها نحو 90 ألف فدان إلى الدولة، لتنضم إلى شركة «الريف المصرى» القائمة على المشروع، حتى يتم توزيعها على المواطنين، عبر طرح الشركة أراضى الاستصلاح للاستثمار.
وقد أعلن الرئيس السيسى أنه سيسلم المشروعات القومية التى وعد بتنفيذها قبل 30 مايو 2018 بشكل متكامل، حتى لا يتعثر أى من المشروعات، مشيرا إلى أن مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان لا بد أن يتم تسليمه كمشروع متكامل يشمل البنية الأساسية والطرق والمساكن، حتى يتسلم المواطن الأرض جاهزة ويعمل على الفور، من خلال مزارع نموذجية توفر لها الدولة جميع سبل النجاح، وسبل الرى عن طريق مد الكهرباء، لاستخدام طرق الرى الحديثة بأقل كمية من المياه. كان الرئيس قد وجه، فى بداية حديثه أمس، التحية والتقدير والاحترام لدولة الإمارات، لإسهامها عقب ثورة 30 يونيو فى المشروعات القومية التنموية التى تنفذها مصر، خاصة من خلال البرنامج القومى للصوامع والشون لحفظ الحبوب والأقماح، مشيرا إلى أن الإمارات ساعدت مصر كثيرا.